من خبرتنا، تقلل بعض الشركات من أهمية وفوائد المقابلة التفاعلية بالمقارنة مع المقابلات التقليدية والمبنية بشكل كبير على السيرة الذاتية للمرشح.
مراجعة السيرة الذاتية
بعض المقابلين لديهم ميل طبيعي -يمكن تفهمه- للتركيز في مقابلة العمل مع المرشحين، تقريبا بشكل حصري على السيرة الذاتية للمتقدم.
من أسباب ذلك إلى حد ما، أنه من السهل استخدام السيرة الذاتية كإطار عام أو مذكرة للمقابلة التقييمية. تستطيع أن ترى أن المرشح يحمل المواصفات العامة المطلوبة للشاغر فيما يخص درجة التعليم والتاريخ الوظيفي. ومن الممكن بسهولة معرفة العمر ونجاح انعكاس المظهر الشخصي مع الوقت.
بتعبير مختلف، السيرة الذاتية يمكن أن يتم استخدامها كأساس لقائمة نقاط. ذلك مقبول لكن للأسف، هو فقط جزء من المطلوب وهناك تحفظات على تأسيس المقابلة كاملة بناء على السيرة الذاتية التي وفرها المتقدم. في شمال أميركا وأوروبا، يسبب التركيز الشديد على السيرة الذاتية ونقاط المراجعة القلق لبعض الموظفين مما دفعهم للطلب من قسم الموارد البشرية أن يتم إخفاء بعض العناصر من السيرة الذاتية الخاصة بهم مثل المؤهلات العلمية وحتى تفاصيل الوظائف السابقة قبل أن يتم التحضير للمقابلات. لتجنب التأثير الزائد لهذه المعلومات السيرة الذاتية التي تبدو ملهمة و جذابة.
طبيعة المشكلة
الصعوبة تكمن في أن السيرة الذاتية هي القصة الوحيدة التي يريد المرشح مشاركتها مع صاحب العمل. وهي بطبيعتها منقحة ومحسنة.
من غير المألوف أن تجد سيرة ذاتية تحتوي على التقصير في العمل والإخفاقات السابقة والمشاريع غير الناجحة أو النتائج الغير مرضية. هذه التفاصيل تستشف ويقر بها المرشح أثناء المقابلة. بالإضافة إلى أن السيرة الذاتية لا تخبرك عن شخصية المرشح والتوافق الثقافي مع منظومة عملك. هذا البعد بالذات قد يكون أكثر أهمية من الدرجة العلمية الجامعية التي حققها المرشح قبل ما يقارب العشرين عاما أو ما كانت طبيعة دوره الوظيفي قبل سبع سنوات. ومن المهم الانتباه أيضا إلى أنه من الممكن أن يكون هناك احتمال كبير جدا بقيام المرشح بالتدرب على محتوى السيرة الذاتية وإمكانية إجرائه لتحضيرات على أي سؤال قد يتعلق بها. هذه هي منطقة الراحة لأي متقدم للعمل وسيكون سعيدا و مرتاحا إذا اعتمد المقابل على محتوى السيرة الذاتية كنص مرجعي للمقابلة بشكل كامل.
أهم النصائح في آلية المقابلات
تم ملء مكتبات كاملة بالكتب في هذا الموضوع “كيف تقابل”، لذلك يمكنني فقط اختيار بعض النقاط الأساسية، خصوصا بما يتعلق بالتفاعلية، بالمقارنة مع جمود المقابلات المبنية على السير الذاتية.
هذه المقاربة مبنية على أساس إخراج المرشحين من منطقة الراحة واجبارهم على الأداء.
- طور استراتيجية تخدمك في المقابلة وخطة لمنهاجيتك. حاول عدم الارتجال بعشوائية خلال المقابلة الفعلية. ذلك قد يستدعي الاعتماد أكثر من اللازم على السيرة الذاتية كأساس لك.
- حاول قضاء 80٪ من الوقت في الاستماع و 20٪ في الحديث. طبعا لابد من الإجابة عن التساؤلات وتوضيح طبيعة الدور لكن دع المرشح يتحدث لأطول وقت ممكن.
- اسأل أسئلة يحتاج المرشح للإسهاب والنقاش أثناء الإجابة عليها، بدل أن يقدم فقط إجابات جاهزة بناء على السيرة الذاتية. على سبيل المثال بدل أن تسأل “كم أمضيت في منصب ما؟” يمكنك استبداله بـــ”ما هي أفضل وأسوأ الجوانب في منصبك السابق؟”.
- كن على علم أن المعرفة والتمكن من الإيصال أمران غير متساويان. قم بهيكلة الأسئلة لاستكشاف ليس فقط ماهي انجازاتهم لأن السيرة الذاتية تتحدث بالعادة فقط عن “ماذا” حتى تحاول الظهور أكثر جاذبية؛ لكن الأسئلة المفصلة عن “كيف” تخبرك كم كان المرشح متفاعلا و منخرطا في العمل.
- ادعم المقابلة بحضور شخص آخر معك دائما للمساعدة. ذلك يتيح لك فرصة مقارنة انطباعاتك مع شخص آخر فيما بعد. ذلك يسمى “التثليث على المرشح”. إذا كنت أنت المسؤول عن توجه الحوار، دع زميلك يسأل أغلب الأسئلة فيما أنت تراقب.
- ضع المرشح تحت الضغط من خلال الأسئلة عن الحالات الافتراضية. الأمثلة قد تشمل “كيف سيكون تصرفك خلال موقف صعب حيث …”
- كن مستعدا كذلك لتوضيح موقفك من مواضيع قد تكون مثيرة للجدل أو خاطئة، لتختبر إن كان المتقدم سيكون مستعدا للمواجهة وتحدي رأيك. هذا سيعطيك إدراك أعمق لعقلية وشخصية وأخلاقيات المرشح وطريقة تفاعله مع المواقف.
- احترس من التحامل الشخصي. وكن منتبها أنه يمكن أن يكون المرشح مثيرا للإعجاب بشكل فطري لكن ذلك لا يعني أنه بالضرورة الشخص المناسب للعمل في الدور المطلوب والعكس كذلك.
تلخيص
هو رأي أو وجهة نظر لكن قد يجادل البعض بأن أسئلة المقابلة يجب أن تنقسم إلى ما يقارب 30٪ اعتمادا على السيرة الذاتية و 80٪ مبنية على أسئلة تفاعلية. على كل حال تحتاج للتكيف تحت أي ظرف يشجع المرشح لإظهار قدرته على الإنجاز.